التأمل


يمكن أن يؤدي تخصيص بضع دقائق من التأمل أو لتركيز عقلكِ كل يوم إلى تقليل التوتر والألم والاكتئاب وغير ذلك، ربما لا يمكنكِ رؤية الضغط أو لمسه، ولكن يمكنكِ الشعور بآثاره على عقلكِ وجسدكِ.


يذكر قسم التثقيف الصحي في كلية الطب بجامعة هارفارد في مقالته، أنه على المدى القصير، يعمل التوتر على تسريع معدل ضربات القلب والتنفس ويزيد من ضغط الدم، وعندما تكوني تحت ضغط مستمر تفرط الغدد «الكظرية» في إفراز هرمون «الكورتيزول».


يمكن أن يؤثر التعرض المفرط لهذا الهرمون على وظائف دماغك وجهاز المناعة والأعضاء الأخرى، ويمكن أن يساهم الإجهاد المزمن في الإصابة بالصداع والقلق والاكتئاب وأمراض القلب وحتى الموت المبكر.


التأمل يساعد في التخلص من الصداع والقلق والتوتر

من الممكن أن لا تكوني قادرة على القضاء على جذور التوتر، إلا أنه يمكنك تقليل آثاره عليكِ، يُعد التأمل أحد أسهل تقنيات تخفيف التوتر وأكثرها قابلية للتحقيق، وهو برنامج تركز فيه انتباهكِ على الداخل لإحداث حالة من الاسترخاء العميق.


على الرغم من أن ممارسة التأمل تعود إلى آلاف السنين، إلا أن الأبحاث حول فوائدها الصحية جديدة نسبيًا ولكنها واعدة.


وجدت مراجعة بحثية نُشرت في مجلة «جاما للأبحاث الطبية الباطنية»، في يناير 2014، أن التأمل مفيد في تخفيف القلق والألم والاكتئاب، وكان بنفس فعالية مضادات الاكتئاب. تجدر الإشارة إلى أن المجلة تابعة إلى الجمعية الطبية الأميركية.


يُعتقد أن التأمل يعمل من خلال تأثيره على الجهاز «العصبي الودي»، مما يزيد من معدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم في أوقات التوتر، بالإضافة إلى أن التأمل له هدف روحي أيضًا.


تقول المتخصصة المعتمدة «بورك لينيهان» وتُدّرس التأمل في مركز العافية التابع لجامعة هارفارد: "صحيح سيساعدك ذلك على خفض ضغط الدم، ولكن أكثر من ذلك بكثير: يمكن أن يساعد في إبداعك وحدسك واتصالك بنفسك الداخلية".

أنواع التأمل


وفقا للمركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، فإن هناك أنواع عديدة، ولكن معظمها يشترك في أربعة عناصر.


أولا مكان هادئ مع أقل قدر ممكن من المشتتات، ثانيًا وضعية محددة ومريحة سواء في الجلوس أو الاستلقاء أو المشي أو في أوضاع أخرى، ثالثا تركيز الانتباه على كلمة أو مجموعة كلمات مختارة خصيصًا لشيء ما، أو أحاسيس التنفس، ورابعًا الموقف المنفتح أي السماح للمشتتات تأتي وتذهب بشكل طبيعي دون الحكم عليها.


لذا يأتي بأشكال عديدة منها ما يلي:


تأمل التركيز: 


يعلمك كيف تركز عقلك، ويقصد به جعل العقل يركز على شيء محدد، وهذا النوع هو الأساس لأشكال أخرى من التأمل.

تأمل التركيز
صورة توضيحية لجلسة تأمل

التأمل المتمركز حول القلب:


يتضمن تهدئة العقل وجلب الوعي للقلب، وهو مركز طاقة في منتصف الصدر.


تأمل اليقظة: 


يشجعك على التركيز بموضوعية على الأفكار السلبية أثناء تحركها في عقلك، حتى تتمكن من تحقيق حالة من الهدوء، أو بمعنى آخر يمنحكِ فرصة التركيز بحيادية على الأفكار التي ترغبي التخلص أو طردها خارج عقلك.


ممارسات «تاي تشي وكي جونغ»:


هي أشكال متحركة للتأمل تجمع بين التمارين البدنية والتنفس والتركيز.


في هذا الشأن، يذكر المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، أن «تاي تشي وكي جونغ» هي ممارسات عقلية وجسدية عمرها قرون، تنطوي على مواقف معينة وحركات لطيفة مع التركيز الذهني والتنفس والاسترخاء.


ممارسات-تاي-تشي-وكي-جونغ

إحدى ممارسات «تاي تشي وكي جونغ»


التأمل الخارق للعادة:


هي تقنية معروفة، تكرري فيها كلمة أو عبارة أو صوت، لتهدئة أفكارك وتحقيق وعي أكبر.. لتبسيط الأمر نتطرق إلى هذا المثال، تخيلي أنكِ اتخذتي قرارًا بتعزيز السلام داخلك وهو أمر غير معتاد لديك، لذلك يسمى خارق للعادة.


فكل ما عليك هو الدخول في حالة الهدوء المطلوبة للتأمل، ثم استخدامي التقنية بتكرار كلمات أو عبارات مثل "أنا يملأني السلام الداخلي"، "أنا أشعر بالسلام تجاه المحيطين بي"، وهكذا لكن الأمر هنا يتوقف على استشعار وتصديق ما تكرريه كأنه جزء منكِ أو حقيقتك يزداد يومًا بعد يوم مع كل جلسة تأمل.


تأمل-خارق-للعادة


تأمل المشي:


يقصد به هنا التأمل في أثناء المشي ويحول تركيزك إلى كل من الجسد والعقل وأنت تتنفسين في الوقت المناسب وأنتِ تمارسين المشي.


تقترح «لينيهان» تجربة أنواع مختلفة لمعرفة الأسلوب الذي يناسبك، وتقول إن التأمل مع مجموعة من الناس هو تجربة أكثر قوة، مع وجود معلم يتحدث سيجعل الأمر أسهل كثيرًا في البداية، والعديد من فصول التأمل مجانية أو غير مكلفة، مما يدل على أن المعلم مخلص حقًا لهذه الممارسة.


اقرأ أيضًا: طرق تفتيح الشفايف الداكنة

اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال.. لماذا يمكن أن يساعدكِ البكاء على النجاح؟

بدء ممارستك


جمال وبساطة التأمل هو أنك لست بحاجة إلى أي معدات، كل ما هو مطلوب هو مكان هادئ وبضع دقائق كل يوم. 


تنصح «لينيهان» أن تبدأي بـ 10 دقائق، أو حتى التزمي بخمس دقائق مرتين في اليوم، ويفضل تخصيص وقت ثابت -نفس الوقت- كل صباح، وتضيف أن بهذه الطريقة ستؤسسي هذه العادة، وسرعان ما ستمارسي التأمل دائمًا في الصباح، تمامًا مثل تنظيف أسنانك بالفرشاة.


تعتمد تفاصيل ممارستك على نوع التأمل الذي تختاره، ولكن إليك بعض الإرشادات العامة للبدء:


  • خصصي مكانًا للتأمل، تقول لينيهان: "ستنشئ شعورًا خاصًا هناك، مما يسهل عليك الدخول في حالة تأمل بسرعة أكبر، قم بإحاطة المكان بالشموع أو زهور اللحم أو البخور أو أي أشياء يمكنك استخدامها لتركيز ممارستك (مثل صورة أو كريستال أو رمز ديني).

  • اجلسي بشكل مريح على كرسي أو على الأرض مع وضع ظهرك في وضع مستقيم.

  • أغمضي عينيك أو ركز نظرك على الشيء الذي اخترته.

  • تنفسي ببطء وعمق ورفق.

  • حافظي على تركيز عقلك على الداخل أو على الشيء، إذا ابتعد تركيزك عنه أو شعرت بأفكار دخيلة مشتتة، عليك إعادة التوجيه برفق إلى المركز أي الفكرة الرئيسية أو الهدف الرئيسي وراء جلسة التأمل.

  • تنفسي -استشعري- السلام والهدوء في قلبك وعقلك، تقول لينيهان: "عند الزفير تخيلي أنفاسك كنهر أو مد يحمل أفكارك التي ترغبي في التخلص منها بعيدًا".


في غضون أسبوع أو أسبوعين فقط من التأمل المنتظم، من المفترض أن تلاحظي تغيرًا ملحوظًا في حالتك المزاجية ومستوى التوتر لديك، مثلما تقول «لينيهان» إن الناس ستبدأ في الشعور ببعض السلام والتوازن الداخلي، حتى في خضم حياتهم المزدحمة.


نترككِ الآن لتطبيق ذلك عمليا، مع جلسة تأمل لشحن الجسد بالطاقة الإيجابية والتخلص من الطاقة السلبية والحصول نشاط وحيوية، كل ما عليكِ فعله اجلسي في مكان هادئ واتبعي الخطوات مع المدربة. ينصح باستخدام سماعات الأذن عند مشاهدة الفيديو.



تعلقيك

أحدث أقدم